التصنيفات
ثقافة

تعليم الجمل على الكتب لن يساعدك على التذكر

أظهرت دراسة حديثة أن البالغين الأمريكيين غير جيدين في تحديد أو رسم شعار آبل، على الرغم من أن الثقافة الأمريكية مشبعة بصورة الشركة التقنية. سبب هذه النتيجة المدهشة هو أن الألفة ليست هي نفس الفهم. يمكن أن نكون على دراية كبيرة بفكرة أو صورة أو مفهوم، لكننا لا نملك سوى فهم سطحي له.

الذين خضعوا للاختبار ليسوا ضعفاء فقط في تحديد مثل هذه الأشياء المألوفة، ولكنهم غالبا ما يبالغون في تقدير قدرتهم على القيام بذلك. إن معرفتهم تجعلهم يفكرون في أنهم يفهمون حقاً. في تجربة شعار Apple ، طُلب من المشاركين رسم شعار Apple من الذاكرة. كما طُلب منهم تقييم ثقتهم في قدرتهم على القيام بذلك قبل وبعد مهمة الرسم هذه، وكانت أحكامهم السابقة مفرطة الثقة.

هذه الظاهرة – يمكننا أن نسميها وهم الخبرة، أو ببساطة الثقة المفرطة- لها آثار هائلة على الطلاب الذين يذاكرون للامتحانات. إذا كانوا يدرسون موضوعًا معينًا لمدة عامين، فمن المحتمل أنهم أصبحوا على دراية بالمحتوى. وعندما يقولون إنهم انتهوا من المادة الفلانية فعلى الأغلب أنهم محقون.

لكن هذا لا يعني أنهم يفهمون هذه المفاهيم حقاً. والأسوأ من ذلك، من المرجح أن تضلهم معرفتهم على أنهم فهموها؛ فكم من طلاب الاقتصاد مثلا قرأ النظريات الاقتصادية وتجاوزها في الامتحان لكنه في الحقيقة لا يعرف من أين تأتي النقود أو ما الذي قد يؤدي لانهيار العملة!

ليس هذا فقط، ولكن بعض من أكثر أساليب المراجعة شيوعًا تعزز هذا الوهم المعرفي. إعادة قراءة الكتاب وتعليم النقاط المهمة هما طريقتان شائعتان للمذاكرة أو حتى لقراءة كتاب أو رواية تعجبنا مع الرغبة في تذكر اقتباسات معينة منها، ولكن هذين الإسلوبين هما إسلوبان سلبيان للمراجعة يعززان وهم الخبرة. سيؤدي تمييز سلسلة من الكلمات إلى زيادة إلمامك بالمحتوى، ولكنه لن يساعدك في إتقان التفاصيل أو فهم المغزى. وبهذا المعنى، إن تسمية “المراجعة” أمرٌ سيء، حيث أنها تعني أن مجرد النظر إلى شيء ما مرة أخرى سيساعدك على فهمه.

طريقة أفضل للمراجعة والتذكر

إذن ما هي الطريقة الأفضل للمراجعة؟ أي شيء يتطلب منك أن تكون ناشطاً عقليًا، مثل ممارسة الاسترجاع (والتي تتضمن استدعاء وإعادة المعلومات التي تم تعلمها سابقًا).

بدلاً من إعادة قراءة صفحة من كتاب أو الملاحظات أو الاقتباسات المعلمة من Macbeth، يمكن للطلاب إنشاء سلسلة من البطاقات التعليمية واختبار أنفسهم على المحتوى. كما رأينا مع تجربة شعار آبل، فإن ممارسة أنشطة تفاعلية يمنح الناس نظرة أكثر واقعية لفهمهم، وطريقة استيعابهم.

هناك فائدة أخرى من هذا النوع من ممارسة الاسترجاع، وهي أن محاولة استدعاء المعلومات تساعد أيضًا على تقوية ودمج الذاكرة ذلك.

وبالتالي، فإن عملية تحديد وقياس مدى فهمنا تساعدنا على زيادتها. معرفة الذات هي الطريق إلى فهم أفضل لأنفسنا، والمحتوى الذي ندرسه.

الأهم من هذا كله هو النظر في معنى الأمور ومغزاها، وما هو أبعد من الحروف والكلمات. عوضًا عن تكرار جملة ما حرفيًا او تحديدها بالقلم خذ بعض الوقت لتأمل النص وإعماله في عقلك وتخيله والبحث عن مكامن ضعفه وقوته، بتلك الطريقة سيتوقف النص عن كونه مجموعة من الكلمات في الذاكرة تجيء وتذهب، ويصير فهمًا جديدًا للأمور لا يزول مع الوقت.