التصنيفات
ثقافة

كيف تقرأ أكثر هذه السنة

من خلال بعض الترتيبات البسيطة يمكن زيادة عدد الكتب التي نقرأها مع بقاء قدرتنا على تذكرها وفهمها بأعلى مستوى.

لا بد من التوضيح قبل أي شيء أن المقصود من هذه المقالة ليس القراءة السريعة كما في كتب التنمية البشرية التي تدعوك لتجاوز الصفحات والأسطر لإنهاء أكبر عدد من الكتب  بأقل وقت لكن في الحقيقة من دون أي فائدة ترجى. المقصود هنا أنه يمكن بالفعل ومن خلال بعض الترتيبات البسيطة زيادة عدد الكتب التي يمكن أن نقرأها في سنة واحدة مع بقاء قدرتنا على تذكرها وفهمها بأعلى مستوى.

أول وأهم ترتيب هو: تخلى عن التلفاز.

لا يمكنني أن أشدد كفاية على أهمية هذا الأمر. بقيت طول حياتي أقرأ عشرة كتب في السنة ولم أظن أنه يمكن قراءة أكثر من ذلك حتى أتى ذلك اليوم عندما انقطعت الكهرباء لأسبوعين ، فلم أجد شيئًا أفعله سوا أن أقرأ، وبالفعل قرأت وقتها ما كنتن اقرأه في سنة. لم يكن الأمر مستحيلا ولا صعبًا ولم أساوم في فهم ما قرات ولو قليلا.

ليس من الضروري أن تتخلى عن التفاز تمامًا، لكن مجرد تحديد وقت معين لمشاهدة برنامج واحد ثم إطفاء التلفاز أو نتفلكس سيعطيك الكثير من الوقت لتقرأ. أعلم أن مشاهدة التلفاز تبدو أسهل وتحتاج لمجهود فكري أقل من القراءة خصوصًا بعد يوم شاق في العمل لكن أظهرت دراسة أجراها الدكتور دايفيد لويس أن القراءة تساعد على الاسترخاء أكثر من المشي أو مشاهدة التلفاز أو لعب ألعاب الفديو.

ثانيًا: جعل الالتزام عامًا.

في كتابه “التأثير: علم نفس الإقناع” ، يشارك روبرت سيالديني دراسة في علم النفس تظهر أنه بمجرد أن يضع الناس رهاناتهم في مضمار السباق ، فإنهم أكثر ثقة بشأن فرصهم في ركوب الخيل أكثر من مجرد وضع الرهان. ويشرح كيف أن الالتزام هو أحد الأسلحة الستة الكبرى ذات التأثير الاجتماعي. فعندما تضع في تحدي الكتب على Goodreads أنك ترغب في قراءة 50 كتاب هذه السنة مثلا، قد يبدو الأمر عابرًا وبسيطاً ولكن هكذا أمر عام له أشد التأثير على مدى التزامك.

ثالثًا: ابحث عن بعض القوائم الموثوقة والمنظمة.

إن صناعة النشر تطرح أكثر من 50000 كتاب سنويًا. هل لديك الوقت لفحص 1000 كتاب جديد في الأسبوع؟ لا أحد قادر على ذلك، فيمكنك إذا أنت تبدأ مع بعض الكتب العظيمة والرجوع لقوائم وضعها خبراء في هذا المجال مثل ليو تيلستوي، غابرييل غارسيا ماركيز، بورخيس وغيرهم. أو يمكنك متابعة عيادة الكتب في ملحقنا للكتب للحصول على ترشيحات متخصصة

رابعًا: التخلي عن إكمال كتاب ليس خطيئة

هنالك عرف مغلوط فحواه أنه إذا فتحت كتابًا فيجب أن تنهيه، لكن ذلك غير صحيح بتاتاً. من المفيد في كثير من الأحيان أن ندفع أنفسنا لإكمال كتاب صعب بهدف تطوير قدرتنا ولكن على الجانب الآخر فإن الارتباط بكتاب لمن تحبه أشبه بالوقوع بمستنقع لا تستطيع الخروج منه ويأخذ من وقت قراءة كتب أخرى وفي نفس الوقت لن تحبذ فتحه. من الأفضل التفكير بالموضوع مثل “لقد تخلصت أخيرا من هذا الطوب لإفساح المجال لهذه الجوهرة التي سأقرأها بعده”. مقالة يمكن أن تساعد في تمكين هذه العقلية هي “The Tail End” ، بقلم تيم أوربان ، الذي يرسم صورة مدهشة عن عدد الكتب التي تركتها لتقرأها في حياتك.

إن التخلي عن كتاب قبل أن تنهيه ليس خطيئة بل يعطيك الوقت لتقرأ شيئًا ترغب به وسيفيدك بالفعل.

خامسًا: الأخبار لن تتغير

كنت متابعًا ل 25 موقع أخباري وأقوم بتحديث النشرات عدة مرات في اليوم ثم قرأت كلامًا لثورو يقول بما معناه أنه لا جديد تحت الشمس؛ الأخبار تكرر نفسها ولا يوجد تغير جوهري في مصير الإنسان.

هذا الكلام فتح عيناي حقيقة عن مدى سطحية الأخبار التي أقرأها. وبالفعل كانت كل المصادر تنقل نفس الخبر بإسلوب مختلف لا أكثر وفي نفس الوقت دفعها هذا الأمر لنبش أخبار غريبة عجيبة للتتنافس مع البقية مما أوجد انفجارًا في الأخبار عن أتفه الأمور والتي لا يتذكرها أحد بعد يوم واحد.

من المهم بالتأكيد أن يبقى المرأ على تواصل مع عالمه ولكن ملخص واحد لا يأخذ أكثر من ربع ساعة من موقع واحد لأهم الأحداث هو في الحقيقة كل ما تحتاج لمعرفته ، كل ما عدا ذلك هو حشو تسويقي لا يقدم ولا يأخر.

سادسًا: التخلص من عادة فسيبوك (انستغرام أو تويتر).

من أكثر الأمور التي تشوش التركيز على القراءة هي الحاجة لوضع الكتاب وفتح الفيسبوك لرؤية آخر التحديثات؛ تقول أن الأمر سيأخذ فقط بضع ثواني ولكن من نقاشي في تعليق إلى فديو باندا أو قطة يكون قد مرت ساعات.

كتب ديفيد كادافي ، مؤلف Design for Hackers ، يقول: “من العسير كسر العادات السيئة. ولكن ، يمكنك اللعب على عاداتك لتحويلها من عادات سيئة إلى عادات جيدة”.

في هذه الحالة ، يمكنك استبدال عادتك السيئة على الفيسبوك وتحويلها إلى عادة قراءة جيدة ، على حد تعبير كادافي، من خلال:

  1. تقليل الاحتكاك. هناك شيء يمنعك من الاستمتاع بالكتب بالطريقة التي تقرأ بها Facebook. فتح كتاب يبدو وكأنه التزام كبير. لذا امنحك نفسك الفرصة لقراءة أجزاء صغيرة من الكتاب في كل مرة بدل أن تضع في ذهنك إنهاء الكتاب كاملا في جلسة واحدة.
  2. اقرأ كتابًا ورقيًا في البداية. وضع الهاتف أو الحاسوب في مكان بعيد عن متناول يدك.
  3. اجعل فتح فيسبوك مكافأة لك فقط عندما تنهي فصل كذا أو تصل لصفحة س من الكتاب.
  4. كما في مسألة الأخبار فإن لا شيء حقيقي سيجد من ساعة لأخرى فحاول تحديد وقت معين في اليوم لزيارة مواقع التواصل ثم انسها تمامًا لبقية اليوم.