التصنيفات
مجتمع تعليم علوم

الحقيقة وراء خصومة الناس مع طب الأسنان

عن الأسباب العلمية، الاقتصادية، والتعليمية لتدهور سمعة طب الأسنان

كان من الشائع حتى وقت قريب، وخاصة في الأرياف والبادية السورية، أن يعالج الناس آلام أسنانهم، ويفصلوا أطقم الأسنان عند معالجي أسنان متجولين غجر يطلق عليهم “القرباط”. لم يدرس هؤلاء الأشخاص الطب في الجامعات- الكثير منهم في الحقيقة أمي، وتعلموا المهنة كما يتعلمها الحلاق أو الإسكافي. يحملون حقيبة مليئة بالأدوات اليدوية، ويرتكز عملهم على قلع الأسنان المسببة للألم، أو تفصيل أطقم الأسنان لكبار العمر. وحتى مع انتشار أطباء الأسنان المختصين، ووصلوهم إلى المناطق النائية، بقيت فلول من هؤلاء الغجر تلقى طلبًا بسبب أسعارهم الزهيدة مقارنة بالأطباء. وفي نهاية المطاف ينظر هؤلاء إلى العناية بالأسنان كالعناية بالشعر؛ فهي ليست أعضاءً حيوية كالقلب والكبد وهلم جر.

رغم التطور الشاسع من المعالجين المتجولين والحلاقين، ما يزال البعض يرى أن طب الأسنان لم يضف الكثير. وفي استرجاع لبساطة الماضي يجادل هؤلاء الأشخاص أن آباءهم لم يعانوا من أسنانهم إلا نادرًا، وفي حال حدوث ذلك، كانت زيارة واحد من المعالجين المتجولين كافية لحل المشكلة، بينما اليوم أنت بحاجة لزيارة طبيب الأسنان لعدة جلسات، والانتظار في غرفة الاستقبال، ودفع رزمة من الأموال للحصول على علاج لم تعلم أنك بحاجته.

حتى في الأماكن الأكثر حضرية، حيث انقطعت الذاكرة بهذا النوع من العلاج الشعبي، تلاحظ أن الناس يتململون من زيارة طبيب الأسنان. “لقد دفعت على أسناني أكثر مما دفعت على عملية القلب.” يقول أحدهم. “لماذا علَيّ زيارة طبيب الأسنان عشر مرات لعلاج حفرة صغيرة في سني، بينما أحصل على علاجي من الطبيب العام في جلسة واحدة؟” تقول أخرى. ويلخص الأخير الموقف العام بالقول: ” تذهب إلى الطبيب وأنت تشعر بأنك لست على ما يرام وتخرج مع شعور بالتحسن، لكنك تذهب إلى طبيب أسنان شاعرًا بالرضا وتخرج مع شعور سيء”.

هنالك إذن قلة ثقة عامة في أطباء الأسنان تعززها قلة الإدراك لما يفعله طبيب الأسنان بشكل دقيق. وغالبًا ما يتم صرف أطباء الأسنان على أنهم “ليسوا أطباء حقيقيين”. كما يتم تصوير أطباء الأسنان في الأفلام والثقافة الشعبية على أنهم مرعبون ولا يرحمون، أو غرباء اجتماعيًا، على عكس الأطباء الذين يصورون كملائكة رحمة وجذابين. وينعكس هذا التصور في المجتمع بطبيعة الحال حيث تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن ما يصل إلى 61 في المائة من الناس يخشون رؤية طبيب الأسنان، وربما 15 في المائة قلقون للغاية لدرجة أنهم يتجنبون طبيب الأسنان بالكامل تقريبًا.

نتجت كثير من هذه التصورات عن أحكام مسبقة خاطئة، ولكن كما سنرى فإن بعض العوامل من داخل هذه المهنة تلعب دورًا حاسمًا في تشكل هذه الهالة حول طب الأسنان، وعلى جامعاتنا ومؤسساتنا وأطباءنا أخذها في عين الاعتبار إذا أرادوا تحسين العلاقة مع مرضاهم.

أولاً: البحث العلمي في طب الأسنان

رغم أننا نحن العرب ننزع للتفاخر بأننا عرف الطب، والهندسة، وحتى طب الأسنان من غابر العصور، إلا أن المعالجات السنية بقيت في سياق العلاج التجريبي الغير ممنهج كما في حال الحلاقين والمعالجين المتجولين، ولم يكن حتى 1839 إلى 1840 أن أسس هوراس هايدن وشابين هاريس أول كلية لطب الأسنان، ومجلة علمية، ورابطة وطنية لأطباء الأسنان.

من تلك النقطة فصاعدًا تطور طب الأسنان والطب عبر مسارات منفصلة. يتطلب أن تصبح طبيباً ممارسًا أربع سنوات من كلية الطب يتبعها برنامج إقامة من ثلاث إلى سبع سنوات، اعتمادًا على التخصص. يحصل أطباء الأسنان على درجة علمية في غضون أربع أو خمس سنوات، ويمكنهم على الفور إجراء امتحانات المجلس الوطني والحصول على ترخيص والبدء في علاج المرضى. (يختار البعض مواصلة الدراسة في تخصص مثل تقويم الأسنان أو جراحة الفم والوجه والفكين). عندما يكمل الأطباء إقامتهم، يعملون عادةً في مستشفى أو جامعة أو مؤسسة رعاية صحية كبيرة تحت إشراف حثيث. على النقيض من ذلك، فإن غالبية أطباء الأسنان لديهم عياداتهم الخاصة، أو يعملون في مراكز صحية خاصة لا تطلب إشرافًا.

كانت العزلة الأكاديمية والمهنية لطب الأسنان ضارة بشكل خاص بالتحقيق العلمي. تبنت معظم الاتحادات الطبية الرئيسية في جميع أنحاء العالم الطب المستند على أدلة منذ فترة طويلة، والغرض من ذلك هو تحويل التركيز من الحدس والحكاية والحكمة المتلقاة -كما في الطب الشعب-، نحو استنتاجات البحث السريري الدقيق. على الرغم من صياغة عبارة الطب القائم على الأدلة عام 1991، إلا أن المفهوم بدأ يتشكل في الستينيات، إن لم يكن قبل ذلك (بعض العلماء يتتبعون أصوله حتى القرن السابع عشر). في المقابل، لم يبدأ مجتمع طب الأسنان في إجراء محادثات مماثلة حتى منتصف التسعينيات. وهنالك العشرات من المجلات والمنظمات التي تدفع بالطب المستند على الأدلة، مع عدد قليل في المقابل مخصص لطب الأسنان المبني على الأدلة.

من المسلم به أن قطاع طب الأسنان أحد أكثر القطاعات تسجيلًا لبراءات الاختراع، وهنالك سباق محموم بين الشركات العالمية على تطوير المواد السنية- في عام واحد، سجلت شركة واحدة، هي 3M، 95 براءة اختراع في طب الأسنان.  غالبًا ما تكون هذه الاختراعات في نطاق تجميلي وليس علاجي، أو ابتكار أدوات حديثة، في حين أن سابقتها لم تظهر أي أعذار. يحدث هذا لأن القطاع مفتوح للتطوير دون محددات صارمة، على عكس الطب، حيث يحتاج أبسط دواء إلا اختبارات وتجارب سريرية مطولة قبل الموافق عليها. العديد من علاجات الأسنان القياسية – ناهيك عن جميع الابتكارات الحديثة والإسراف التجميلي – لم يتم إثباتها جيدًا من خلال البحث. لم يتم اختبار الكثير منها في تجارب إكلينيكية دقيقة. والبيانات المتوفرة ليست دائمًا مطمئنة.

تحري منظمة كوكرين المختصة بالطب المبني على الأدلة مراجعات منهجية لدراسات صحة الفم منذ عام 1999. يحلل الباحثون في هذه المراجعات الأدبيات العلمية حول تدخلات معينة في طب الأسنان. وصلت معظم مراجعات كوكرين إلى أحد استنتاجين محبطين: إما أن الدليل المتاح يفشل في تأكيد الفوائد المزعومة لتدخلات طب الأسنان، أولا يوجد بحث كاف لقول أي شيء جوهري بطريقة أو بأخرى.

قد يتساءل أحدهم هنا ما الذي يميز طب الأسنان كعلم عن الصنعة إذن؟

لتشكيل تصور واقعي عن الفرق، يكفي أن تبحث عن صور لأخطاء طبية في تقويم الأسنان لتكتشف مدى الرعب الذي يمكن أن يقع في حال الاستهتار بالأمر. إن القصص الشفوية عن أشخاص زارهم أحد ممتهني معالجة الأسنان لقلع ضرس، وانتهى به الأمر إلى اقتلاع جزأ من فك الضحية ليست نادرة في أي مجتمع (ترد قصة مماثلة في مذكرات طبيب شاب لميخائيل بولغاكوف). بالإضافة للنصائح الكارثية مثل المضمضة بماء الملح بعد قلع سن والذي يزيد من النزيف بطبيعة الحال، أو قلع ضرس غائر في عظم الفك من دون جراحة، أو وصف مضادات الوزمة لامرأة حامل، وغيره من التصرفات الكارثية على صحة المريض… وحتى حياته.

لقد أعرب العديد من الأطباء عبر التاريخ في الحقيقة عن أسفهم للفصل بين طب الأسنان والطب. التصرف كما لو أن صحة الفم بشكل ما منفصلة عن الصحة العامة للفرد هو أمر سخيف؛ وهما مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا. يمكن أن تنتقل بكتيريا الفم والسموم التي تنتجها عبر مجرى الدم والمسالك الهوائية، مما قد يؤدي إلى تلف القلب والرئتين. ترتبط صحة الفم السيئة بتضيق الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي، وربما يرجع ذلك إلى التفاعل المعقد بين ميكروبات الفم والجهاز المناعي. وتشير بعض الأبحاث إلى أن أمراض اللثة يمكن أن تكون علامة مبكرة لمرض السكري، مما يشير إلى وجود علاقة بين السكر وبكتيريا الفم والالتهابات المزمنة.

وفي دراسة كوكرين السابقة، بررت النتائج بوضوح في بعض الحالات إجراءات معينة. على سبيل المثال، تعمل مواد منع التسرب للأسنان -وهي عبارة عن مواد بلاستيكية سائلة يتم رسمها على حفر وأخاديد الأسنان مثل طلاء الأظافر- على تقليل تسوس الأسنان لدى الأطفال وليس لها مخاطر معروفة.

عندما نقول أن الكثير من التدخلات السنية غير مثبتة بالأدلة، فذلك لا ينفي بأي طريقة أن طبيب الأسنان على إطلاع مهم وجوهري حول الأمراض، التعارضات الدوائية، التشخيص، المضاعفات العلاجية وغيره الكثير من الأمور المهمة التي لم يسمع بها الممارس بالوراثة.

إذن، أين تقع المشكلة مع ممارسة طب الأسنان اليوم؟

عدم احتضان البحث العلمي في طب الأسنان أعطى حرية كبيرة للأطباء في تقديم إجراءات غير ضرورية- سواء عن قصد أم بغير قصد. التسمية المعيارية لهذا التصرف هي العلاج المفرط. ويشمل، لا على سبيل الحصر، قنوات الجذر، وتطبيق التيجان والتلبيسات، وتبييض الأسنان، والتنظيف العميق، وترقيع اللثة، والترميمات والبدائل غير الضرورية مثل استبدال الحشوات المعدنية القديمة بأخرى حديثة، وكل ذلك بأسعار ليست بخسة. في حين أن الطب قد أحرز تقدمًا في بعض ميوله الخاصة نحو العلاج المفرط نتجية المضاعفات الكارثية لمثل هذه التدخلات، فإن طب الأسنان يتخلف عن الركب، لأنه في الحقيقة لا يوجد لدى المريض وسيل للتأكد من ضرورة هذه التدخلات. إذا قال طبيب عام لمريضه بأنه بحاجة لعملية لإزالة البحصة من الكلية، فإن المريض، على الأغلب، سيطالب برؤية صورة أشعة، والاستنارة برأي طبيب آخر قبل إجراء العملية، لكن في حال طب الأسنان، عندما يقول الطبيب وهو ينظر داخل فم المريض أنه بحاجة لاستبدال الحشوة، لا يجد المريض ما يفعله سوى الموافقة على أمل إنهاء الأمر بأسرع ما يمكن- البعض لا يذكر في أي سن كانت الحشوة أساسًا!

الدراسات التي تركز بشكل مباشر على المعالجة المفرطة في طب الأسنان نادرة، إلا أن تجربة ميدانية حديثة توفر بعض الأدلة حول مدى انتشارها. طلب فريق من الباحثين في جامعة ETH Zurich السويسرية من مريض متطوع لديه ثلاثة تجاويف صغيرة زيارة 180 طبيب أسنان اختيروا عشوائيًا من مدينة زيورخ. تنص الإرشادات السويسرية لطب الأسنان على أن مثل هذه التجاويف الصغيرة لا تتطلب حشوات، بل يجب على طبيب الأسنان مراقبة التسوس وتشجيع المريض على تنظيف أسنانه بانتظام، مما يمكن أن يعكس الضرر. رغم ذلك، اقترح 50 من أصل 180 طبيب أسنان علاجًا غير ضروري، بل كانت توصياتهم غير متسقة، حيث اختار الأطباء 13 سنًا مختلفًا ليتم حفرها وحشوها.

الدوافع وراء هذا ليست علمية فقط، فقد تضافرت العديد من العوامل لانتشار العلاج المفرط على نطاق واسع في طب الأسنان. بالإضافة إلى عزل طب الأسنان عن المجتمع الطبي الأكبر، وتركيزه التقليدي على الإجراء بدلاً من الوقاية، وافتقاره إلى التقييم العلمي الدقيق، هناك تفسيرات اقتصادية بذات الأهمية.

كرتون عن طب الأسنان

ثانيًا: الجامعات والاقتصاد

دائمًا ما نشير إلى أن الجامعات العربية منفصلة تمامًا عن سوق العمل، وتتبع أسلوبًا جامدًا لا يخدم طموحات خريجيها في الحياة العملية. وتعامل الجامعات مع طب الأسنان ليس استثناءً.

في مشهد من مسلسل سوري، تجلس طبيبتا أسنان أمام عياداتهما الفارغة وتتناقشان حول أسباب عدم وجود مرضى. بعد إجراء حسبة عن عدد خريجي كلية طب الأسنان وبالتقسم على التعداد السكاني، تكتشف الطبيبتان أن لكل واحدة منهما 5 مرضى فقط، ومع احتمالية حاجة هؤلاء الخمسة لمعالجة سنية، وجدتا أن اختيار مهنة تصفيف الشعر كانت أنفع من طب الأسنان.

يبدو أن هذه الحسبة التي حضرت كاتب المسلسل الكوميدي قد فاتت القائمين على الجامعات العربية، ويُدفع بعشرات أطباء الأسنان إلى مجتمع لا يحتمل ربع عددهم. وبالإضافة للعدد، فإن العبء المالي لدخول المهنة مرتفع وفي تصاعد دائم. تطلب كثير من كليات طب الأسنان من الطلاب إحضار أدوات العلاج على حسابهم لإتمام العملي، وغالبًا ما يتكلف الطلاب مصاريف التركيبات والتعويضات السنية لإرضاء المرضى والنجاح في المواد. كما أن رسوم الجامعات الخاصة لطب الأسنان هي الأعلى بلا مقارن. بعد التخرج هناك تكلفة تأمين مكتب، وشراء معدات جديدة، وتوظيف مساعدين لإنشاء عيادة خاصة.

بالتوازي مع ارتفاع تكلفة كلية ومواد طب الأسنان، انخفض عدد حالات تسوس الأسنان في العديد من البلدان بشكل كبير بفضل إدخال معجون الأسنان الفعال في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. ورغم الترويج لضرورة زيارة الطبيب لإجراء تنظيف للأسنان مرتين في السنة، لكن هذه الوصية المفترضة ليس لها أساس علمي، حيث يؤكد عدد متزايد من أطباء الأسنان اليوم بأن البالغين الذين يتمتعون بصحة فموية جيدة يحتاجون إلى زيارة طبيب الأسنان مرة واحدة فقط كل 12 إلى 16 شهرًا.

هكذا صار دخل طبيب الأسنان يعتمد كليًا على عدد ونوع الإجراءات التي يقوم بها؛ لا يوفر التنظيف والفحص الروتيني سوى رسم منخفض لا يغطي فاتورة الكهرباء. من هنا، رغم أن المواد البلاستيكية المانعة للتسرب سابقة الذكر فعالة جدًا بالدليل البحثي، إلا أنها غير مستخدمة على نطاق واسع كونها بسيطة للغاية وغير مكلفة لكسب الدخل من قبل الأطباء.

 مع وجود عدد أقل من المشكلات الحقيقية التي يجب علاجها، تحول بعض الممارسين إلى الصناعة المزدهرة حديثًا لطب الأسنان التجميلي، والدفع بالإجراءات الاختيارية الغير ضرورية مثل التبييض، وتقويم الأسنان التجميلي، ورفع اللثة، والألماسات التزينية. من السهل أن ترى كيف يميل بعض أطباء الأسنان، على أمل زيادة دخلهم، إلى التوصية باختبارات متكررة وعلاجات استباقية حتى عندما يكون الانتظار والمراقبة أفضل. من السهل أيضًا تخيل كيف يمكن أن يتصاعد هذا السلوك مع استمرار الجامعات بضخ أعداد من خريجي طب الأسنان بشكل غير مدروس.

إذا كنت سألخص الأمر، أعتقد حقًا أن غالبية أطباء الأسنان رائعون. لكن لسبب ما، يبدو أننا ننجرف نحو هذا الموقف المتمثل في “لديّ أدوات، لذا يتعين عليّ إصلاح شيء ما”. وبالطبع لا يمكن فصل وتجاهل ما يجري هنا مع ما يجري مع المراكز الطبية الخاصة بكافة تخصصاتها، والتي وجدت في الطب والعلاج مصادر ربح لا منافس لها، وانتشر العلاج المفرط في قطاعات التجميل، والطب النسائي، والتحول الجنسي، وغيره، حتى صرنا نسمع بالسياحة العلاجية، ومراكز علاج مساهمة وهلم جر.

إذا أراد العاملون في طب الأسنان تغيير نظرة المجتمع وتعامله مع هذه المهنة، فلا بد من فهم الإطار الاقتصادي، والعلمي، والتعليمي لهذه المهنة، وإجراء تغييرات جوهرية في كل من هذه القطاعات.

كتبها: رافاييل لايساندر