التصنيفات
فلسفة أفكار الابيستمولوجيا

المشكلات الفلسفية

مدخل تعريفي

المشكلات الفلسفية، أي أنها مشكلة تحتاج لحل، أو المسائل الفلسفية، أي أنها مسألة تحتاج لتوضيح أو سؤال يحتاج لإجابة. هي تلك المواضيع الفلسفية التي تعد قضايا تخص كل إنسان.

في كتاب مشكلات فلسفية للفيلسوف المصري متواضع الخبرة والشهرة إبراهيم محمد إبراهيم صقر يطرح مجموعة من المشكلات الفلسفية التي تخص اهتماماته هو بصفته أستاذًا بقسم الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة الفيوم، وأستاذًا مساعدًا بكلية الدراسات العربية والإسلامية جامعة القاهرة – فرع الفيوم. وهي نفس المشكلة القائمة في مجموعة لا بأس بها من العناوين في مكتبتنا العربية التي تتناول نفس الموضوع، وربما هذا أصدق كتاب في عنوانه كونه قال (مشكلات فلسفية) ولم يقل (مشكلات الفلسفة) دلالة على تحيز واضح من جهته إلى مشكلات فلسفية بعينها، وهي المشكلات الفلسفية الإسلامية. أما مشكلات الفلسفة عينها، بحيث هي دراسة تحتاج عناية فائقة تستوفي متطلباتها، والتي أولها المرور على كافة هذه المشكلات، إلا أنه فخ / خطأ تقريبا لا مناص منه، حتى أنني وقعت فيه بهذه المقالة في اختياراتي وترتيباتي. وعلى هذه الشاكلة تقع أغلب الكتب اللاتي موضوعها (المشكلات الفلسفية) وليست مشكلة بعينها، فتكون اختياراتها انتقائية لمعالجة مشكلة معينة، أو مجموعة من القضايا يربطها نسق فلسفي أو أيديولوجي أو ابستمولوجي أو اجتماعي ما. ويكفينا عذرًا أن كبير فلاسفة الغرب برتراند راسل نفسه، وقع في هذا الخطأ بكتابه المعنون (مشكلات الفلسفة).

وتكمن تلك المشكلة في كون أي بحث حول المشكلات الفلسفية بصفتها مبحثًا خاصًا، يتجاوز تحديد مشكلات بعينها، يقتضي بالضرورة إما المرور على كل هذه المشكلات، وإما خلق منهجية معينة في تناولها.

ولحل هذه المشكلة، ربما علينا استخراج مبحث جديد، لهذا النوع من الأبحاث. ولربما هناك مبحث كبير جدًا في الفلسفة يعني بذلك، وهو الميتافيزيقا، ولهذا جعل ديكارت الميتافيزيقا أصل الفكر في شجرته المعرفية. متخذًا من الشك أداة للوصول إلى الحقيقة، ومن هذه النزعة الشكية -والشك واحدة من أهم أدوات المعرفة باتفاق الفلاسفة والعلماء- توصل إلى ترسيخ رؤية ابستمولوجية للأمور. علما أن الابستمولوجيا (مبحث / مشكلة المعرفة) هي واحدة من المباحث الثلاثة الكبرى المكونة للميتافيزيقا عند الفلاسفة.

-الابستمولوجيا / مشكلة المعرفة

-الأنطولوجيا / مشكلة الوجود

-الإكسيولوجيا / مشكلة القيم

وينسب إلى ديكارت الفضل في نقلة ثورية بتاريخ الفلسفة من الاهتمام بالوجود، إلى الاهتمام بالمعرفة ثم الوجود فالقيم.

ومع ذلك، يمكننا أن نجادل ونزعم أن الميتافيزيقا، وإن كانت أساسا راسخا لا يمكن الاستغناء عنه، إلا أنها غير كافية لوحدها فيما نقصده هنا -ومرادنا هو ترسيخ علم يتناول جميع المشكلات الفلسفية في إعادة تجديد للفلسفة- وذلك لثلاثة أسباب:

أولاً، لأن الميتافيزيقا نفسها، تكاد تكون محصورة في إطار محدد من القضايا الإشكالية المعروفة فلسفيًا بكونها تبحث في أصل الوجود. لذا لا يمكن لها أن تتطرق إلى كل مشكلات الفلسفة. ولما أقول مشكلات الفلسفة، أعني مشكلات الفكر عموما بكل أوجهه الفلسفية والعلمية والفنية.

وهذا يقودنا إلى السبب الثاني، وهو التوسع الكبير الذي يلزمه التعرض لكل المشكلات الفلسفية، فهذا يتداخل أصلا في دراسته مع مجموعة من الدراسات التي تعني بـ (المجموعة الكبرى المشكلة لمشكلات هذا العصر، والإنسان، والوجود، وكل شيء). مثل الدراسات المفاهيمية والحوليات البحثية والميتافيزيقا وحتى علم المعاجم وتاريخ الفلسفة (حيث التعرض لأهم المشاكل الفلسفية عبر التاريخ)، وعلم المكتبات والمعلومات، خصوصا عند التعرض لبعض الكتب التي تشكل ظواهر معرفية جديرة بالدراسة مثل (كتاب الفنون) لابن عقيل.

إضافة إلى -وهو السبب الثالث- حاجتنا في ظل المتغيرات الطارئة والمتجددة في هذا العصر، إلى تجديد فلسفة ملائمة قادرة على استيعاب كل هذه المشكلات وتوظيفها في سياقاتها المعرفية وفق رؤية كبرى تستلزم أدوات أكبر مثل مبحث (المشكلات الفلسفية) ولنسمه هكذا. دلالة على مبحث يعني بكل المفاهيم / المشكلات داخل الحقول المعرفية / الإنسانية المختلفة، من الميتافيزيقا إلى علم الاجتماع. فنجد تناول للقضية الفلسطينية يوائم مع ما يطرحه إدغار موران حول فلسفته التركيبية في سياق تفكير معقد يجمع كل شيء وفق وحدات واضحة، كلية لا تجزيئية.

هل هذا العلم موجود؟

بصراحة لا أعرف، رغم اطلاعي على الكثير من المباحث الفلسفية، وأكاد أزعم مروري بقراءاتي عليها كلها، إلا أن مسألة فهمها مسألة أخرى. فلعل هناك علم يلبي متطلباتي تلك، وأنا لم أستوعبه. كما أن قدرتي على تنظيم أفكاري تظل محدودة إلى حد كبير (على ما يبدوا من مفارقة في اجتماع الحدين).

وأنا هنا لا أزعم أنني أتيت بعلم جديد، فهذا أمر شاق علي وفي غير موضعه، بل هي دعوة لتأسيس علم جديد. أرجو أن أجد من يلبيها. كما أن هذه الدعوة، أو هذه المحاولة، ليست تحذلقا مني، بل هي فقط لانشغالي بالمحتويات الفكرية -وبالتالي محاولة تنظيمها- التي اعرض بعضها في الفقرة التالية:

ومع ذلك، ورغم كل ما سبق، نرجع إلى مجموعة انتقائية من المشكلات الفلسفية المرتبة بحسب الأدعى إلى دراسته بالنسبة لي حاليًا، وربما ذلك ليس إلا مجرد تبرير لتعيين اهتماماتي موضع اهتمام.

وهي:

1-مشكلة بقاء الفلسفة وخرابها

وهي المشكلة الأساسية التي نحاول معالجتها عبر هذا المقال ومقالات أخرى. أي محاربة القول المدعي والمغرق -يكاد يغرقنا معه- في التخلف زعما منه أن الفلسفة لا قيمة لها. ولا تزيد عن كونها نوع من الترادف بين ثنائية الميتافيزيقا / الفانتازيا لا يفترض بها أن تخرج عن شطحات بورخيس القصصية.

ومن الكتب التي أرشحها في هذا السياق

-لم الفلسفة؟ / عبد الغفار مكاوي

-التداوي بالفلسفة – الوجود والعزاء / سعيد ناشيد

-الفلسفة فنا للعيش / عبد السلام بنعبد العالي

-لا يوجد تقدم في الفلسفة / إيريك ديتريش

2-مشكلة الموت

ذكرنا مشكلة الفلسفة بالأعلى، لأنها تكاد تترادف مع مشكلة الحياة كما يقدمها إدغار موران في كتابه عن تعلم الحياة. ولأن الحياة واقعة وحاضرة، بينما الموت عالق في الماضي دوما مع ناس عرفنا أنهم ماتوا، أو يلوحا علينا في المستقبل مهددا لنا بحتميته الي لا مفر منها. إلا أننا لا نعايش لحظة الموت أبدا، وإن كنا نعايش سكراته. وهي سكرات بتنا نراها -بعد أن كانت محصورة على الفرد- في المجتمع الإنساني الآخذ في التحلل بعناد مستفز يثير الغيظ. وظلال الموت مخيمة فوق رؤوسنا دوما. في صور عدة نذكر منها:

-السرطان

-الحروب

-العنف

وكلها مشاهد حقيقية مثبتة علميًا، أي أن الموت فيها لا يخرج عن كونه (مسألة وقت)، وهنا أقصد الموت الأكبر -الأكبر جدًا- الذي يعني فناء البشرية، أو عدم خروجنا من العدم، حيث يموت الأب إذا لم يولد له ابن.

3-مشكلات فلسفية

ويعنيني هنا ثلاثة مسائل؛ الأولى هي المشكلات الفلسفية بصفتها مبحثًا، ومنها وحولها تستخرج الأبحاث والدراسات إلى يومنا هذا.

والثانية هي بعض المشكلات الفلسفية التي تطرحها أسئلة تستعصى على الإجابة حتى يومنا هذا، وفي العموم تعد المشكلات الفلسفية الرئيسية أعلاه من الأسئلة المستعصية في كلها أو جوانب منها حتى يومنا هذا. والتي يمكن القول عنها أيضا بأنها أسئلة أولية، مثل: السببية

والثالثة هي الإشكاليات المتمثلة بشكل أساسي في العلاقات بين الفلسفة وذاتها، الفلسفة والعلوم، الفلسفة والفنون.

مثل

-الفنون الغير تقليدية

-الخيال العلمي والفلسفة (عنوان كتاب)

-السينما والفلسفة (عنوان كتاب)

وهو سنحاول التطرق إليه تفصيلا في مجموعة من الدراسات الفلسفية.

كتبها:

رايفين فرجاني

فيسبوك