تسمية مولود هو شكل من أشكال الفن. لكن يمكن أن يكون أيضًا مرهقًا، حيث تكون دائرة التأثير واسعة- هنالك ضغط عائلي لتبني أسماء من شجرة العائلة، ومحاولة تجنب أسماء شائعة، أو على الجانب الآخر غريبة… أو حتى القلق حول أسماء قد تحتسب ذات توجه سياسي. هنالك الكثير لأخذه في الاعتبار.
إذا كنت تتساءل عن كيفية اختيار اسم المولود المثالي، فهناك بعض القواعد المنطقية التي يجب اتباعها: لا تحاول جاهدًا أن تكون فريدًا مثل الكثير من المشاهير مع أطفالهم (إيلون ماسك وكانيه ويست مثلا)، ابتعد عن الأسماء الأولى التي تتشابه مع كنيتك (مثلا، محمد محمود). رغم ذلك يمكن أن تسوء تسمية الأطفال بطرق قد لا تكون قادرًا على التنبؤ بها في الوقت الحالي، مما يعني أن اختيار اسم الطفل الصحيح هو مسؤولية أكبر مما قد تدركه في البداية.
يمكن أن يكون اختبار اسم الدلال أداة مفيدة عند اختيار اسم المولود. إن لم تأخذ الأمر في الاعتبار، فقد يُطلق على صغيرتك الجميلة نيرة لقب “نيرة بليرة” لبقية حياتها، ولن يتمتع سعدون بتجربة ممتعة في المدرسة الإعدادية. هل فكرت في مقدار اللقب المحتمل الذي قد يحمله اسم طفلك؟ لا يوجد اسم يمكن أن يحمي طفلك من كل المصاعب، لذلك لا تضيع الكثير من الوقت في التفكير في كل تشكيل ممكن لكل اسم طفل يعجبك.
حتى أسماء الأطفال “الأكثر أمانًا”، كلاسيكيات مثل عمر وعلي، تأتي محملة بتاريخها الشخصي وارتباطاتها. يمكن أن يساعدك وضع أسماء طفلك من خلال وابل من الاختبارات في تحديد أي علامات تحذير كبيرة. ولكن إذا كان هناك اسم لمس قلبك، بغض النظر عن النتائج التي تحصل عليها أدناه، فالتزم به. لا يوجد اسم مثالي للطفل؛ لا يسعنا إلا أن نبذل قصارى جهدنا لتقليل فرص أطفالنا في التعرض للتنمر.
ماذا سأخبر طفلي عن اسمه؟
أهم اختبار لاسم الطفل هو سبب اختيارك لهذا الاسم وماذا ستقول لطفلك عندما يسألك يومًا ما: “أبي/أمي لماذا اخترتم هذا الاسم لي؟”. سواءٌ كان اختيارك بسبب شجرة العائلة، أو شخصية من كتاب أحببته، أو شخصية تاريخية تتطلع إليها.. كما تغني فيروز دائمًا، يجب أن يكون لديك مبرر وللاسم معنى ومغزى؛ ولا يكفي هنا أن تخبر طفلك بشيء على سبيل “على اسم جدك” أو “على اسم الصحابي الجليل” بل لابد أن يكون لديك قصة شخصية مع هذا الاسم، وعلاقة عاطفية يمكن تمريرها للطفل ليشعر بحب اتجاه الاسم، وصلة بما تطلعت إليه عند اختياره دون غيره من ملايين الأسماء.
أعطهم بعض التفرد
قد لا يبدو أمرًا جللاً، ولكن عندما يدخل ابنك في صف مع خمسة آخرين يحملون نفس اسمه فيُطر المعلم لمناداته بكنيته طوال العام، وسبعة من أولاد عمومته أيضًا لهم نفس الاسم، فلن يشعر الطفل بأنه مميز بدأً بهذه المرحلة البسيطة. نعم، التميز بالأفعال وليس بالأسماء والألقاب، ولكن أسماءنا جزء منا، ما تطلع إليه أهلنا فينا، وما نستجيب له عندما ننادى به، فحبذا لو كان شيئًا نُسر ونشعر بالفخر به.
عند اختيار اسم فريد أو غير معتاد يجب الانتباه لعدة أمور مع ذلك. يجب أن يصمد اسم طفلك أمام اختبار الزمن؛ اسأل نفسك: هل سيبدو هذا اللقب سخيفًا تمامًا في غضون 10 سنوات؟ هل سيميل الأطفال الآخرون إلى ترديده بنبرة ساخرة في فناء المدرسة؟ هل سيضطر طفلي إلى تهجئة اسمه أو شرح اسمه في كل يوم من أيام حياته؟ قد يكون الاسم جميلاً جدًا ولكن هل يبقى كذلك عندما يرتبط مع الكنية؟ إذا كانت الإجابة على أي من هذه الأسئلة هي “نعم”، فابحث عن غيره.

الأسماء الكلاسيكية ما تزال خيارًا
أن تعطي مولودك اسمًا كلاسيكيًا لا يعني أنه ليس متفردًا طالما أن لديك خلف اختياره قصتك وأسبابك الخاصة التي ستخبرها لطفلك لاحقًا.
من الناحية الأخرى أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن الأسماء غير العادية ترتبط بنتائج أقل إيجابية في الحياة. وجدت دراسة أجرتها جامعة ماركيت أن الأشخاص ذوي الأسماء الشائعة كانوا أكثر عرضة لتوظيفهم، واكتشف باحثون في جامعة نيويورك أن الأشخاص الذين يسهل نطق أسمائهم يشغلون مناصب أعلى. فاختيار اسم شائع خيار منطقي يضمن لك اسمًا صمد أمام عامل الزمن ويبعدك عن مشاكل الغرابة.
سواءً اخترت اسمًا فريدًا أو كلاسيكيًا أو بين بين هنالك عدة اختبارات يمكن أن تطبقها على الاسم للتأكد من خيارك:
- اختبار ستاربكس: تخيل طفلك وهو يطلب فنجان قهوة في ستاربكس؛ هل سيواجه العامل مشكلة في استيعاب اسمه، أم عندما يصيح اسمه لاستلام الطلب سيرد عليه عشرة آخرون في نفس الوقت؟
- اختبار باحة المدرسة: تخيل أن المُدرس يقف في ساحة المدرسة أمام عشرات الطلاب ويصيح باسم ولدك كاملاً أمامهم. كيف سيكون وقع ذلك؟
- اختبار طفل الابتدائي: قد تجرب الاسم مئات المرات ولكنه قد يحتاج مرة واحدة في فم طفل ابتدائي ليضعه في أغنية هازئة بكل بساطة. أخبر الاسم كاملاً لطفل ابتدائي مشاكس لتجد إن كان من الممكن أن يصبح عرضة للاستهزاء دون أن تنتبه.
- اختبار الوزير: قد يكون ذلك سرحانًا بعيدًا، ولكن لما لا تحلم بشكل كبير! بعض الأسماء قد تكون ملائمة لفنان أو شخص عادي ولكن ماذا لو أصبح طفلك شخصية مرموقة؟ هل سيشعر ويوقع باسمه بفخر؟
- اختبار جواز السفر: قد يكون اسمٌ جميلاً بلغة ما، لكن من المستحيل نطقه أو كتابته بلغة أخرى، لذلك جرب الاسم الذي اخترته فيما لو كُتب بلغة أجنبية على جواز السفر.
- الإحساس السيء: يمكن أن يكون هناك اسم تحبه على المستوى الفكري، لكن الحياة تربطه بشيء سيء في حياتك أو حياة شريكك، مثلاً مدير سابق قاسٍ أو زميل مدرسة متنمر؛ إذا كانت الحال كذلك فلا اسم جيد كفاية لجعل ابنك يُذكرك بأمور سيئة كلما ناديته باسمه.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.