عندما بدأت قراءة الفلسفة، احتوت غالبية الكتب الفلسفية على مصطلحات غريبة لم أفهم معناها رغم أنها كانت ضرورية لفهم النص. الكثير من تلك الكلمات بلغات أخرى، وخاصة اللاتينية، ولم يكلف المترجم نفسه عناء توضيحها على فرض أنها مصطلحات أساسية، أو بالغ في شرحها بشكل معقد حتى صار شرحه بحاجة لشرح.
عانيت كثيرًا حتى فهمت هذه المصطلحات، وحتى لا تعاني مثلي وتكره الفلسفة، هذه قائمة بأهم المصطلحات التي ترد في المراجع الفلسفية مع شرح مبسط لها.
يجب التنويه أن المذكور هنا هو مصطلحات عامة تترد بكثرة وليس مدارس أو أفكار معينة يحتاج شرحها للإسهاب أكثر، والتي يمكن إيجاد تعاريف مخصصة لها في قاموس الشيطان. والمصطلحات مرتبة حسب تقارب معانيها أو فئاتها وليس أبجديًا.
الفلسفة التحليلية – analytical philosophy
غالبًا ما يستخدم مصطلح الفلسفة التحليلية للإشارة إلى أسلوب ممارسة الفلسفة الذي كان سائدًا خلال معظم القرن العشرين في بريطانيا العظمى وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا. تركز طريقة عمل الفلسفة هذه على الوضوح، وعادة ما ترى الفلسفة على أنها مسألة توضيح مفاهيم مهمة في العلوم، والإنسانيات، والسياسة، والحياة اليومية، بدلاً من توفير مصدر مستقل للمعرفة. غالبًا ما تتناقض الفلسفة التحليلية مع الفلسفة القارية – continental philosophy، نوع الفلسفة الذي كان أكثر انتشارًا في فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبعض الدول الأوروبية الأخرى.
ارتبط المصطلح لأول مرة بالحركة التي بدأها برتراند راسل و ’جي إي مور في وقت مبكر من القرن العشرين لرفض الفلسفة المثالية لإف إتش برادلي، والتي تأثرت بالمثالية الألمانية لهيجل وآخرين. رأى مور الفلسفة على أنها تحليل للمفاهيم. نمت الفلسفة التحليلية من نهج واهتمامات مور وراسل، جنبًا إلى جنب مع الحركة الوضعية المنطقية وعناصر معينة من البراغماتية في أمريكا. ومع ذلك، يشير مصطلح الفلسفة التحليلية الآن إلى العديد من الفلاسفة الذين لا يؤيدون المفاهيم الدقيقة للفلسفة التي يتبناها التحليليون أو الوضعيون المنطقيون أو البراغماتيون.
في الواقع، لا توجد حدود مفاهيمية أو جغرافية تفصل بين الفلسفة التحليلية والفلسفة القارية. هناك العديد من الفلاسفة التحليليين في قارة أوروبا والعديد من الذين يعرّفون أنفسهم بالفلسفة القارية في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية. وهناك مجموعات فرعية مهمة داخل كل مجموعة. في الفلسفة التحليلية، يتخذ بعض الفلاسفة المنطق كنموذج لهم، بينما يؤكد آخرون على اللغة العادية. يستلهم كل من الفلاسفة التحليليين والقاريين الإلهام من فلاسفة التاريخ العظماء، من سقراط وأفلاطون وأرسطو إلى هيوم، وكانط، وهيجل، وماركس، وفريج، وهوسرل، وديوي.
بيان تحليلي- analytic statement
بيان صحيح بالتعريف. على سبيل المثال، عبارة “كل الحمام من الطيور” هي عبارة تحليلية لأن جزءًا مما نعنيه بكلمة “حمام” هو أنها تنتمي إلى عائلة الطيور. من ناحية أخرى، فإن عبارة “كل الطيور حمام” ليست تحليلية لأن الحمام ليس جزءًا من تعريف “الطيور”.

بيان توليفي – synthetic statement
بيان غير صحيح بالتعريف. على سبيل المثال: “البومة تتزحلق على الجليد” هي عبارة توليفية؛ تضيف معلومات غير مدرجة في تعريف مصطلح البومة.
المنطق الاستنتاجي – deductive logic
الاستدلال من مجموعة من المقدمات إلى نتيجة يمكن استنتاجها منطقيًا منها. الشكل الأساسي للمنطق الاستنتاجي هو القياس المنطقي. مثلاً: “كل البشر فانون. سقراط بشر إذًا سقراط فان”.
المنطق الاستقرائي – inductive logic
الاستدلال من حالات محددة إلى استنتاج عام أوسع مما يمكن استنتاجه منطقيًا من الوقائع. على سبيل المثال، تؤدي ملاحظتنا أن الشمس قد أشرقت اليوم والبارحة وكل يوم نعرفه إلى استنتاج مفاده أن الشمس كانت دائمًا تشرق وستستمر في الظهور كل يوم، على الرغم من أن هذا لا يمكن استنتاجه منطقيًا من الحالات المعروفة.
خطأ فئة – category-mistake
وفقًا لجيلبرت رايل (راجع “أسطورة ديكارت”)، يقع المرء في خطأ فئة (تقريبًا) عندما يفكر أو يمثل أشياء من نوع معين على أنها، أو تنتمي لفئة أو نوع منطقي لا تنتمي إليه. توضح أمثلة رايل هذا النوع من الخطأ بشكل جيد. لنفترض أن شخصًا ما يزور جامعتك، واصطحبته في جولة حول الحرم الجامعي وأريته المكتبة والقاعات والملعب. في نهاية الجولة قال الزائر: “كل هذا جيد جدًا، لكن ما أود رؤيته هو الجامعة”. سيكون صديقك هنا يرتكب خطأ فئة. يبدو أنه يعتقد أن الجامعة هي مبنى آخر بالإضافة إلى المكتبة والملعب وغيره، في حين أنها في الواقع أشبه بمجموع هذه المباني وصلتها مع بعضها.
التجريبية – Empiricism
هي موقف معرفي يؤكد على أهمية التجربة وينكر أو يشك بشدة في الادعاءات بمعرفة أو مفاهيم مسبقة. كان التقليد التجريبي في فلسفة القرنين السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر متمركزًا في بريطانيا، وغالبًا ما يُشار إلى بيكون ولوك وبيركلي وهيوم وميل على أنهم التجريبيون البريطانيون.
en-soi
وفقًا للفيلسوف الوجودي جان بول سارتر، ينقسم العالم بين نوعين من الكائنات: كائنات في ذاتها (en-soi) وكائنات لذاتها (pour-soi). الكائنات-في-ذاتها أشياء غير حية مثل الصخور، في حين أن الكائنات-لذاتها هي كائنات تظهر الشعور والفاعلية.

السببية النهائية – final causation
وفقًا للعقيدة الأرسطية حول الأسباب النهائية، فإن السبب النهائي (أو الغاية – telos) لوجود الشيء هو الغرض الذي يوجد من أجله. على سبيل المثال، السبب النهائي للكرسي هو الجلوس عليه. علم الغائية- Teleology هو فرع المعرفة الذي له علاقة بالأغراض والتصميم. تكون الوقائع غائية – teleological إذا كانت متعلقة بغاية أو بسبب نهائي. بعض الحجج حول وجود الرب غائية بطبيعتها، حيث تناشد التصميم الظاهر أو الغرض من البشر أو الكون للدفاع عن وجود مصمم كوني.
مغالطة – fallacy
المغالطة هي خطأ محتمل في طرق الاستدلال والتفكير. هناك نوعان من المغالطات: مغالطات منهجية ومغالطات غير منهجية. المغالطة المنهجية هي خطأ يكون كذلك في كل الأحوال. المغالطة غير المنهجية تكون أحيانًا خطأ وأحيانًا لا. يمكن العثور على العديد من أنواع المغالطات هنا.
المثالية – Idealism
توجه فلسفي مقابل للمادية، ينطلق من سمو الروح أو الوعي على المادة، التي يراها أمرًا ثانوي ومشتق. في أكثر أشكاله تطرفًا، خاصة عند بيركلي، ينكر المثالي وجود العالم الخارجي، ويرى أن تمثيلات الذات هي فقط الحقيقية.

قانون عدم التناقض – Law of Noncontradiction
مبدأ أرسطو المنطقي القائل بأن الشيء لا يمكن أن يكون “أ” وليس “أ” في ذات الوقت باعتبار واحد. سيكون من التناقض القول: “سروالك مشتعل، ومع ذلك، سروالك لم يحترق”.
نومنال – noumenal
متعلق بالأشياء كما هي في ذاتها، على عكس كيف تبدو لحواسنا.
ظاهرة – phenomenal
متعلق بتجربتنا الحسية للأشياء. تشير عبارة “هذه قبعة حمراء” إلى تجربتنا الحسية لشيء يظهر باللون الأحمر ويشبه القبعة.
الفينومينولوجيا – phenomenology
(علم الظواهر) طريقة استقصاء تحاول وصف الواقع كما يُدركه ويفهمه الوعي البشري على عكس الوصف العلمي. تصف الفينومينولوجيا، على سبيل المثال، “زمان العيش”، أو الوقت كما نختبره، مقارنة بـ “وقت الساعة”.
Semantics
علم المعاني؛ دراسة المعاني في التعبيرات اللغوية.
السيميائية – Semiotics
دراسة العلامات والرموز، ولا سيما علاقتها بالأشياء التي من المفترض أن تشير إليها.
مصطلحات ذات أصل لاتيني
a fortiori
بمعنى: وبالتالي، هناك سبب أقوى للاعتقاد بأن، من باب أولى … قد أقول على سبيل المثال “لم يذكر نيتشه الإيمان، و a fortiori لم يلمح لأي شيء بذلك الخصوص”.

a priori, a posteriori (قبلي، لاحق)
إذا كان بإمكاني معرفة شيء ما “قبليًا”، فيمكنني معرفة ذلك دون الاضطرار إلى تجربته أولاً أو البحث حوله. على سبيل المثال، يمكنني معرفة أن 2 + 2 = 4 بداهة، لأنني لست مضطرًا لإجراء أي تجارب علمية أو الذهاب لمراقبة أي شيء للتحقق من ذلك. ومن هنا تسمية المصطلح؛ أي “قبل” التجربة.
إذا كان بإمكاني معرفة شيء ما بشكل “لاحق” (لاحق للتجربة)، فأنا بحاجة إلى الحصول على تجربة أو استكشاف العالم بطريقة أخرى لتعلمه. على سبيل المثال، لا أستطيع معرفة مكونات وجبة طعام إلا إذا تذوقتها وأحيانًا سؤال الطباخ عما وضعه فيها.

ad hoc (معد لغرض)
تعتبر فرضية ما “ad hoc” إذا أضفتها إلى حجتي لمجرد تجنب الاعتراض، وليس بسبب وجود أي أسباب وجيهة أخرى لإضافة هذا الافتراض. لذا، إذا جادلت أنه يمكنني طبخ أي طعام يمكنك تسميته، ثم طلبتَ مني طبخ كبسة، وأجبت أنه يمكنني طبخ أي طعام تطلبه باستثناء الكبسة، فإن ردي يكون ad hoc.
أرجويندو- arguendo
للمجادلة.
de facto, de jure
de facto أي (بحكم الواقع) ويدور حول كيف يكون العالم. de jure أي (بحكم القانون) يتعلق بما تنص عليه القوانين.
post hoc ergo propter hoc
مغالطة منطقية، تعني حرفياً: “بعد هذا، لذلك بسبب هذا”؛ المغالطة أنه نظرًا لأن أ يسبق ب، فيجب أن يكون سببًا للأخير. يقول أحدهم: “زادت معدلات الجريمة بعد أن بدأ الناس في ممارسة ألعاب الفيديو، لذلك فإن ألعاب الفيديو هي المسؤولة عن زيادة معدلات الجريمة”. في حين أنه لا يوجد أي أدلة او إحصاءات عن علاقة الاثنين.
per se
“في ذاته”.
مصطلحات ذات أصل إغريقي
الاستيطيقا – Aesthetics
الجماليات؛ فرع من فروع الفلسفة يهتم بمبادئ الفن ومفهوم الجمال.
Anthropomorphism
الأنثروبومورفيسم: إسناد الخصائص البشرية إلى شيء ليس بشريًا؛ على سبيل المثال إلى الرب أو الطقس.
ديونتولوجي – Deontology
أي علم الأخلاق، وهو دراسة المفاهيم الأخلاقية المتعلقة بالجواز وعدم الجواز، مثل الحقوق والواجبات والالتزامات.
الأخلاق الواجبة – deontological ethics
الأخلاق المبنية على النظرية القائلة بأن الالتزام الأخلاقي يرضخ للواجب (من كلمة ديون اليونانية)، بصرف النظر تمامًا عن العواقب العملية للأفعال. على سبيل المثال، قد يجادل زعيم سياسي يعتقد أن واجبه حفظ الأمن في بلاده، حتى لو أدى ذلك لغزو بلدان أخرى وقتل مواطنيها.
ديالكتيك – Dialectic
الديالكتيك عند الإغريق هو الجدال الفلسفي الذي يكشف عن الأفكار الحقيقية. في وقت لاحق، مع هيجل تحديدًا، أصبح الديالكتيك هو عملية فهم الطريقة الحقيقية للربط بين العناصر التي نعتقد أنها منفصلة (على سبيل المثال، الملكية والديمقراطية).
أبستمولوجيا – epistemology
هي نظرية المعرفة، والتحقيق في إمكانية وجودها، وطبيعتها، وبنيتها.

ergon
هي الكلمة اليونانية للوظيفة، وهي مفهوم يلعب دورًا مهمًا في نظرية أرسطو الأخلاقية. بالنسبة لأرسطو، فإن إرجون الكائن هو أكثر من مجرد ما قد نستخدمه من أجله- بل أي نشاط يجعل هذا الكائن نوع الشيء الذي هو عليه. على سبيل المثال، على الرغم من أنه يمكننا استخدام السكين لدق مسمار في الحائط، فهذه ليست وظيفة السكين؛ إرجون السكين هو التقطيع.
يديمونيا – eudaimonia
تُرجمت أحيانًا “السعادة” أو “الازدهار” – مفهوم مركزي في أخلاقيات أرسطو نحو حياة مرضية.
ميتافيزيقيا – metaphysics
فرع الفلسفة الذي بالطبيعة النهائية لما هو موجود. يبحث ويتساءل حول العالم الطبيعي “من الخارج”، ولا يمكن الإجابة عن أسئلته عن طريق العلم.
أنطولوجيا- Ontology
أي علم الوجود، وهو علم أو دراسة الكائنات كما هي، وطبيعة الوجود.
السفسطة – sophism
هي ممارسة تقديم الحجج السيئة بطريقة تبدو منطقية ومعقولة. كان السفسطائيون في اليونان القديمة معلمين متجولين، وانتقد بعضهم، مثل بروتاغوراس وجورجياس، سقراط بشدة. وكان الأخير ينظر إليهم بسلبية نظرًا لأنهم يجادلون ويحورون الفكر السليم من أجل المال لا من أجل الحقيقة.
telos
الهدف الداخلي. هدف أن البذرة أن تصبح شجرة، وهدف طالب الطب أن يتخرج ويصبح طبيبًا.
مصطلح ذو أصل ألماني
ding a sich
الشيء في ذاته، على عكس التمثيلات الحسية لشيء ما. الفكرة هنا هي أن الكائن هو أكثر من مجرد مجموع بيانات إحساسه (أي ما يبدو عليه، وصوته، ومذاقه، ورائحته، ومظهره)، وأن هناك شيئًا ما في ذاته وراء كل بيانات المعنى هذه، ومنفصل عنها.
مصطلحات من البوذية
كوان – koan
في بوذية الزن، هو التنوير المفاجئ عبر لغز صادم؛ مثلاً: بأي لغة يفكر شخص ولد أصم؟
ساتوري – satori
في بوذية الزن، تجربة التنوير التي نرى فيها فجأة الطبيعة الحقيقية لأنفسنا والعالم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.