يبدو Lauv بشعره الأشقر المصبوغ، وبيجامته القطنية والحذاء الرياضي، كأحد نجوم الراب الشعبيين من نهاية التسعينات وبداية الألفية. ويندرج ألبومه الأخير بالفعل في خانة “البوب”. لكن كلمات أغنية واحدة بالتحديد تجعل لوف مختلفًا عن كل ما شهدناه حتى الآن.
في أغنية “Modern Loneliness” ، وكما يعد عنوانها، يغني عن الوحدة الحديثة التي شكلتها بشكل رئيسي تكنولوجيا المعلومات؛ وهي ليست كلمات حزينة أو متذمرة كما يحدث عادة في الأغاني التي تتناول موضوع الوحدة فتكون مركزة على الذات على سبيل: “أنا وحيد، قلبي مفطور” (أمرٌ فعله لوف أيضًا في أغنيته الثنائية مع آن ماري) ولكن كلمات الاغنية تبدو كمقالة جادة تبحث وتصف عارض اجتماعي منتشر. تقول الأغنية:
الوحدة الحديثة، نحن لسنا وحدنا أبدًا
لكننا دائمًا مكتئبون
أحب أصدقائي حتى الموت
لكنني لا أتصل أبداً ولا أراسلهم.
يُأخذ على الأغنية، رغم موضوعها الجاد وكلماتها الذكية، أنها ذات لحن شعبي راقص؛ صوت الطبول المرتفع- العلامة المميزة لأغاني البوب-، غناء على مستوى واحد مسطح، وجوقة تغني في الخلفية مع ارتفاع الإيقاع وكأنها تدعو للرقص ولا تتناول مشكلة اجتماعية مهمة (وللمفارقة أيضًا فإن وجود الجوقة نفسها يتناقد مع موضوع الاغنية). ولكن في هذا بالضبط، برأي على الأقل، يكمن جمال الأغنية؛ ففي حين تنشغل معظم أغاني البوب بأعضاء الطرف الآخر التناسلية ومؤخراتهم وكم أن المغني حزين على الانفصال عن خليلته ووعيد المغنية لحبيبها السباق، يخرج لوف بهذه الأغنية بشيء جديد ويدعو للتفاؤل حول الفن الشعبي، ويجعلنا مدركين لمشاكلنا الاجتماعية، حتى ونحن نتمايل على إيقاع الأغنية. ربما سنشهد مستقبلاً إعادة تأدية للأغنية بشكل فني أكثر، وسيكون أمرًا جميلاً، ولكن في مجمل الأحوال سواء أحدث ذلك أم لا، الأغنية نفسها هي توجه منعش في الطريق الصحيح.
من خلال الانتقاد الذاتي والغوص العميق في الصورة المصغرة لتجارب الحب والحياة والاكتئاب لشخص يبلغ من العمر 25 عامًا، يفحص الألبوم ككل، وهذه الأغنية خصوصًا، وجودنا الحديث بطريقة يسهل الوصول إليها ويطلب منك عمليًا مشاركة لقطاتها الغنائية عبر الإنترنت.
يحتوي الألبوم على 21 أغنية وهو رقم ضخم حتى لأكبر الفنانين، مما يعني ان بعض الأغاني ستكون دون المستوى، ولعله يحاول تجربة عدة أمور ليرى ما سيعجب الجمهور في النهاية. يتفوق “~ ما أشعر به ~” عندما يكون لاف لوحده ويغني لرؤى شخصية معذبة بأداء موسيقى البوب المختزلة المناسبة للراديو. هذا القلب المفتوح هو الذي يمنح لوف قوته وجماله؛ الأمر الظاهر بشكل أفضل في “الوحدة الحديثة” – قطعة مدهشة حقًا من الأغاني التي تلتقط بدقة حالة الألفية كنشيد للجيل الحزين.
يجادل المغني وكاتب الأغاني المولود في كاليفورنيا بشكل مقنع بأن الشباب لم يسبق لهم أن واجهوا هذا السوء أو الضغط. “~ ما أشعر به ~” ليس فقط مليئًا بالآلام المستمرة مثل حسرة القلب والإدمان، بل إنه مليء بالمعتقدات غير المرشحة حول بلوغ سن الرشد في عصر وسائل التواصل الاجتماعي: العزلة والانفصال (انظر أيضًا: Lonely Eyes)، بالإضافة إلى التأثيرات التكنولوجية لتآكل الهوية.
يبدو أن ألحان الأغنية المعتادة والأصوات الشعبية الهادئة بشكل عام تُستخدم للتسلل آليًا إلى العقل الباطن لجمهوره المستهدف، حيث يمكن استيعاب حكايات السخط الشبابي بسهولة في عوالمهم الداخلية الصاخبة
يغني “لاوف” في جوقة تم تصميمها لتحويل القاعات إلى جلسات علاج جماعي. إنه أمر قاتم ومضحك للغاية ولكنه مدمر تمامًا. حتى لاوف نفسه اعترف بأنه يبكي في كل مرة يغني فيها هذه الأغنية.